قصة قصیرة »
حمار المختار
ناولَني* المختارُ رسنَ* حماره، وقال:
ـ إعتَن ِ* بأمره، ريثما* أعود.
رقص قلبي فرحاً، وشمخ أنفي* كِبراً، فقد خصَّني المختار بهذا التكريم، من دون أهل القرية أجمعين!
شرعتُ أرنو* إلى الحمار الكبير، وأمسح براحتي* على رأسه، وظهره*، وذنبه، وقوائمه*، فأقبل عليَّ بوجهه، والسرور يلمع *في عينيه..
قلتُ له متوسِّلاً:
ـ أرجو أن تذكرني عند المختار.
هزَّ الحمار رأسه، وقال:
ـ لن أُخيِّبَ* رجاءك.
قلت مسروراً:
ـ أنت حمارٌ عظيم!
ـ شكراً لك.
ـ ولونك* الأسود أجمل الألوان.
ـ وكلامك أجمل كلام.
ـ وأذناك أجمل الآذان*.
ـ ولكنَّ الناس يعيبون عليَّ طولهما!
ـ الناس مُخطئون، الآذان الطويلة تسمع أطول، أعني أكثر.
ـ صدقتَ فيما قُلتَ.
ـ وأنت حمار ذكيّ.
ـ ولكنّ الناس يضربون المثل بغباء* الحمير*!
ـ إنهم يقصدون الحمير الأخرى، أمّا حمار المختار فهو في غاية الذكاء.
انتفخ* الحمارُ غروراً، فشمخ بأنفه، ولوَّحَ* بذيله، وخاطبني آمراً:
ـ هيّا* إقترِب منّي.
ـ ماذا تأمرُ؟
ـ أريدُ أن أركبك، وأبحث عن صاحبي.
قلت مشدوها*ً:
ـ تركبني أنا؟!
ـ ولمَ لا؟.. أتريدُ أن أذهب سيراً على الأقدام؟!
لبثتُ واجماً* جامداً، فبادرَ إليَّ الحمار، لينفِّذ* ما قال..
خفتُ منه، ولُذتُ بالفرار..
هَروَل* الحمار ورائي، وهو ينهق* ويشتم..
بدأتُ أستغيثُ* بالناس،فخرج صوتي نهيقاً!!
أطربَ* نهيقي الصبيان*، فصاروا ينهقون مثلي، ويضحكون.. عضَّ* الحمارُ ظَهري، جعلتُ أنهقُ متألِّماً..
أشفق الناس عليَّ، فأمسكوا بالحمار، وقالوا له:
ـ دَعْ هذا المسكين.
ـ خلُّوا* بيني وبين حماري.
ـ إنّه رجلٌ يا..
ـ وهل ينهق الرجال؟
لم یُجِب الناسُ جواباً، وشرع بعضهم ينظر إلى بعض، فانطلق الحمار يطاردني، ونهيقه يختلط بنهيقي..
« عارف الخطيب »

وبلاگ کانون عربی دهدشت